[center]
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى إله وصحبه أجمعين :::
أخي : إني أحبك في الله.
تتمنى بعدها أنك طير يطيرفي السماء
أو أن الأرض تنشق وتبتلعك...
حياءً ..وسعادةً ..وخوفاً ... وشوقا ...
مشاعر كثيرة، ازدحمت وتلاطمت ،فيبحر أعماقك ،فيساعدك أخوك مترنما :
أحبك الله الذي أحببتني فيه ، وبارك الله فيك ، وجزاك الله خيرا.
قالها كنسمات عطر ليأخذ الألباب ..ليسري في عروقك ، ويتغلغل شذاه في الأعماق ، بابتسامة تنعكس إشراقها ليكلل
نورهامحياك ، ويبارك الله مسعاك ،
ثم يأخذ بيدك قائلا : أخي ..طريقنا شوك وأزهار...وقصف وأنغام.....وإعصار وريحان
أخي ...نحن الآن طريقنا واحد ... وذكرنا واحد
أخي ...نحن الآن روح في جسدين .......روح في جسدين.....روح في جسدين
ما أجمل تلك المشاعر البشرية والأحاسيس الإنسانية المرهفةالصادقة
المفعمة بالحب في اللهوالنقاء ...
المفعمة بالحب في اللهوالنقاء ...
الأخوة في الله ...
تعتبر الأخوة في الله من أسمى و أنبل العلاقات الإنسانيةوالاجتماعية
على الإطلاق حيث أنها رابطة أخويه نقية وقوية ...
وتعتبر من أوثقعرى الإيمان وتحقيقها يعتبر من أعظم العبادات
حيثُ لا مصلحة دنيوية ولا منفعةماديه من ورائها ، إنما هي لله فقط
ومن أهم سمات الأخوة في الله ما يلي ...
1- المحبة الخالصة لله ،الخالية من أي مصلحة أو غرض دنيوي أو مادي .
2- إن يكون الأخ في عون أخية سواءماديا أو نفسياً ,
وأن يكون حافظاً لأسراره ومحافظاً على عرضة .
3- أن تكونالعلاقة قائمة على حسن المعاملة و التسامح والتراحم و العفو ،
وخالية من الحقد والحسد وسوء الظن .
4- التعاون على البر و التقوي ، والنصح والتواصي بالخير ...
5- مشاركة الأخ اخية حالة فرحة والوقوف بجانبة في حالة ضيقة و حزنه ...
( من سره أن يجد حلاوة الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله ) رواه أحمد ( حسن ) صحيح الجامع 6288
فمن أفضل الأعمال أن يحب الرجل الرجل للإيمان والعرفان لا لحظ نفساني كإحسان , وأن يكرهه للكفر والعصيان لا لإيذائه له , والحاصل أن لا يكون معاملته مع الخلق إلا للّه , ومن البغض في اللّه بغض النفس الأمارة بالسوء وأعداء الدين , وبغضهما مخالفة أمرهما والمجاهدة مع النفس بحبسها في طاعة اللّه بما أمر ونهى , ومع أعدائه تعالى بالمصابرة معهم والمرابطة
( من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان ) رواه أبو داود (صحيح الجامع 5965)
أي أحب لأجله تعالى ولوجهه عز وجل مخلصاً , لا لميل قلبه وهوى نفسه , وأبغض لله لا لإيذاء من أبغضه له بل لكفره أو عصيانه , قال ابن معاذ : وعلامة الحب في الله أن لا يزيد بالبر ولا ينقص بالجفاء........
ماذا افعل اذا احببت شخصا ً في الله ؟
قال صلى الله عليه وسلم:
( إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه لله ) رواه أحمد (صحيح الجامع 281)
لأنه إذا أخبره به فقد استمال قلبه واجتلب وده , فإنه إذا علم أنه يحبه قبل نصحه , ولم يرد عليه قوله في عيب فيه أخبره به ليتركه فتحصل البركة
وقال عليه السلام ::
( إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه , فإنه يجد له مثل الذي عنده ) السلسلة الصحيحة للألباني 1/ 947
وأختم بهذه الأبيات الرائعة للإمام الشافعي رحمه الله :
إذا المـــرء لايرعــاك إلا تكلفــــا * * * فدعه ولا تكثر عليه التأسفــــــــــا
ففي الناسأبدال وفي الترك راحة * * * وفي القلب صبر للحبيب ولو جفـا
فما كل من تهــــواهيهواك قلبــــه * * * ولا كل من صافيته لك قد صفـــــا
إذا لم يكــن صــفو الودطبيــعـــة * * * فلا خيـــر في ود يجيء تكلفــــــــا
ولا خير في خـِل ٍ يخــونخليــله * * * ويلقــاه من بعــد المـــودة بالجـفــــا
وينـكر عيشا ً قدتقـــادم عهـــــده * * * ويظهـــر سرا ً كان بالأمس قد خفا
سلام ٌ على الدنياإذا لم يكـن بها * * * صديق ٌصدوق ٌصادق الوعد منصفا
وأخيراً
اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد إجتمعت على محبتك ..والتقت على طاعتك ... وتوحدت على دعوتك ...وتعاهدت على نصرت شريعتك..
فوثقاللهم رابطتها ....وأدم ودها...وأهدها سبلها ..واملئهابنورك الذي لا يخبو .
واشرح صدورها بفيض الإيمان بك وجميل التوكل عليك...وأحيهابمعرفتك..وأمتها على الشهادةفيسبيلك ..
إنك نعم المولى ونعم النصير
اللهم آمـــــيــــــــــن