أغنية غنّاها مارسيل خليفة و التي كتبها شاعرنا الكبير من الكيان الفلسطيني محمود درويش و التي كتبها الى طفلة من فلسطين المحتلّة كان اسمها ريتا
ريتا ..الحب..والبندقية
في حي من أحياء فلسطين، قد لا يهم اسمه، فكل الأحياء متشابهة، والمأساة هناك واحدة.
في هذا الحي..كان الطفل محمود يكتشف العالم من حوله، يخطو خطواته الأولى على مدارج الحياة، ويتهجى على مقاعد الدراسة عربيته و عروبته.
غير بعيد عن ذلك الحي، وفي نفس المدرسة، كانت هناك طفلة بريئة، فائقة الجمال، اسمها ريتا، ريتا لم تكن عربية مسلمة، كانت يهودية، ولم يكن لطفلين صغيرين أن يكتشفا الفرق بين أن تكون عربيا أو عبريا..كانا صغيرين، يلعبان معا في فناء المدرسة، ويراجعان دروسهما معا..وككل الأطفال، كانا معا، ينشغلان ولوقت طويل بلعبة العريس والعروسة، يحلمان بغد جميل، مشرق، وبربيع مشمس، يركضان فيه خلف الفراشات...
كانت ريتا ببراءتها تحب محمود، تتلهف للصباح الذي يجمعها به على مقاعد المدرسة، وإلى المساء الذي يسمح لها باللهو معه قليلا...
كانا جميلين، أجمل من أحلامهما الزاهية، وأجمل منهما شعورهما البريء ببعضهما البعض.
ومر الزمن..
كبرا قليلا..ومعهما كبراكتشافهما للعالم، بدآ يدركان الفروق بينهما، الفرق بين عروبة محمود ويهودية ريتا، فرق الانتماء، الهوية، الدين والثقافة..وأقسى من ذلك..اكتشفا أن هناك بندقية مصوبة صوبهما، تتصيدهما معا..تتصيد حبهما..بندقية اسمها الصهيونية / الاحتلال، اكتشف محمود أن ريتا بما تمثله من انتماء هي مغتصبة أرضه، وطنه وهويته.
واكتشفت ريتا أنها – ومهما حاولت – لن تستطيع أن تكون لمحمود، لأنها ضحية انتماء والديها، عائلتها وجنسها..
صارت البندقية تمنع ريتا من رؤية ملامح محمود بوضوح، كما كانت تراها من قبل، لم تعد تحس ذلك الصفاء، وتلك الطمأنينة..ولم يعد محمود يرى ريتا البريئة، صارت الصورة غائمة، ومعتمة.
وكان للشاعر الفلسطيني، للمغني الذي يتنفس نبض الأرض والناس أن يخلد تلك الطفولة، وتلك الشقاوة، وحكاية البندقية التي أطلقت النار على البراءة...
كتب محمود درويش وعزف وغنى مارسيل خليفة:
بين ريتا وعيوني بندقية
والذي يعرف ريتا ينحني
ويصلي لإله في العيون العسلية
وأنا قبلت ريتا
عندما كانت صغيرة
وأنا أذكر كيف التصقت بي
ثم غطت ساعدي أحلى ضفيرة
وأنا أذكر ريتا
مثلما يذكر عصفور غديره
أه ريتا
بيننا مليون عصفور وصورة
ومواعيد كثيرة
أطلقت نارا عليها بندقية...