إلى ذلك القمر الذي توارى في مغربه
وذلك الحسام الذي عاد إلى غمده
وذلك الأسد الذي آب إلى عرينه
وودع العالم بصمت
إلى الإمام المجاهـد
العلامة فضيلة الشيخ / حمود بن عقلاء الشعيـبى رحمه الله رحمةً واسعة
أسـعداني يـا مقـلتي وجـودا | وابـكيا عالم الزمان حـمودا | |
وأفيضـا دمًـا إذا شـح دمـع | عـلّه أن يريـح قلـباً كميدا | |
ما عسى الشـعر أن يـقول وهل | مـن عبقريّ يفي الإمام الفقيدا | |
قـمر غـاب في زمـان رهـيب | تاركًا بعـده الليـالي سـودا | |
أسـد ودع الــعرين خــلاء | وهزبـر وما أقـل الأسـودا | |
أشـرق الكـفر بالحجاج واعـيًا | كل فـحل وأخـرس التلمودا | |
وغـدت أمـة النصارى حـيارى | كل يـوم تخشى بـيانًا جديدا | |
ودعـت دولـة الصلـيب بويـل | مـن فـتواه لا تطيق مزيـدا | |
يـرجم الشيـخ إفـكهم برجـوم | مـن نجـم تفتت الجلـمودا | |
ومـضى الفــذّ ثابـتًا لا يـبالي | بنـفاق ولا يـهاب وعـيدا | |
واثـقًا لا يخـاف في اللـه لـوما | يتـحدى من الطواغيت كيدا | |
وأتاه اليقـين وهـو عـلى الحـ | ـق فـلا أدرك الجبان الرقودا | |
إنما الشـيخ حجـة الله في الخلـ | ـق في زمان من الهوان مديدا | |
نـوَّر اللـه بقعـة حـل فيـها | وسقاهـا ومدهـا الله بـيدا | |
أي حـلم ضممـته أيـها اللحد | وعـلم آثـاره لـن تبــيدا | |
وإبـاء حـويــته ومــضاء | وثــباتًا و عـزة وصـمودا | |
لـو علـمت الأيام عـلم يقـين | مـن حواليك لاحتقرت اللحودا | |
كم صـدور تنفست صـعداء كان | غـمًا لـها وخصـمًا عنـيدا | |
وسـطور تنفـس الحقـد منـها | غردت يـوم مـوتـه تغريـدا | |
ولـئام تــربصـته بســوء | وتـرى أن مـوتـه كان عيدا | |
أيها الشامـتون مـوتـوا بغـيظ | إن للـه أمــة وجــنودا | |
أمـة الـدين لا تـزال فــتاة | وعلى الدهـر لا تزال ولــودا | |
كلـما ودع السـماء هــلال | ولـدت بعـده هـلالاً ولـيدا | |
لـو رأيتم مسـيرة السـبت لمـا | شيـعوه ، ودفـنه المشــهودا | |
ووداعًـا لـه يـذيب حشـاكم | وولاء يـفت منـكم كــبودا | |
فاسألـوا السبت ما رأى من جموع | شيـعوه واستشهدنَّ الشـهودا | |
جحـفل لا ينـاله الـطرف إلا | رد حـيران يعـجز التحديـدا | |
يـتراءى يــوم القيامـة لمـا | أجـلب الناس واستتموا ورودا | |
يزحـف الجـمع والخلائـق صـور | تتـراءى جثـمان الممـدودا | |
فـوق نـعش تقاذفـته أكـف | فى خضم تخـاله العـين طـودا | |
قـل لمـن بالعـمى يعيب عـليه | سـاء عـبد تنقـص المعبـودا | |
نــور عينـيك مـا أفـادك إلا | حـيرة القلب والضلال البعـيدا | |
أيـها الشانـئون مهـلاً فإنــا | مـعشر لا نـحاذر التفنــيدا | |
لا يـسر المصـاب في الـدين إلا | ملحـداً أو مهتـكًا عـربـيدا | |
لـيس قينان غـير قـن وقـين | وعبـيد لعبـد عـبـد يهـودا | |
و(النقيـدان) نـقد غـشّ زيوف | نقـد الشـيخ يستزيـد نـقودًا | |
إن طـعن القـتيل مـا عاد فخرًا | فلـماذا تمـزقـون الجــلودا | |
ومـن اللـؤم أن يهان الأسـارى | والأسـارى يعـالجون القـيودا | |
يـا عبـيدًا مـا تنقـمون عليه | غـير أن قـام يستـثير العبـيدا | |
ينـكر الأرمـد الضـياء ولا يـألـ | ف إلا ظــلامـه المنكــودا | |
إن عـود الحـقوق يبغى جهودًا | وجـهادًا مـن الشـعوب جهيدًا | |
رُب عـيش أعـز مـنه ممات | يـوم يـلقى أقـزامنا الـتأيـيدا | |
أيـها الراحـل العظ،يم وداعًـا | أنت مـن جـدد الهدى تجديـدا | |
فلـئن مُـت ما بمـوتـك عار | قـمة الفخر أن تمـوت شهـيدا | |
فلقد عشت في الحـياة عـزيزًا | فلـذا كـنت في الممات حـميدا | |
ولقـد كـنت في الهـداة سني البرق | وقـد كـنت للعـداة رعـودا | |
كنـفًا للـدعـاة ظـلاً ظليلاً | ولأهـل النـفاق كنت جلـيدا | |
ولأنـت الإمـام فـردا لك الذكـ | ـر على صفحة الزمان خـلودا | |
رب هـول وقـفت فيه وحيدًا | ومـقام ينهـنه الصــنديـدا | |
واقـفاً مـوقف النبيـين صـبرًا | حاكـيًا في اليقـين نوحًا وهودا | |
محيـيا مـلة الخـليل بـوقـت | عــز فيه من حقق التوحـيدا | |
شامخًـا لا تـزال تسـمو صعودًا | وعلـوًّا حـتى سكنت الصعيدا | |
ولأنـت الحسـام أغمـد قـبرًا | بـعد أن سلّك الإلـه حديـدا | |
هـل لعـين تذوق بعـدك غمضًا | وتـرى بعـدك الوجود سعـيدا |