مدينة القدس مكانة عظيمة في نفوس المسلمين ، فهي المدينة المقدسة الثالثة بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة وهي :
مسرى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ومنها عرج به إلى السموات العلى لقول الله تعالى : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا أنه هو المسيع البصير ) الإسراء 10
وهي محضن المسجد الأقصى المبارك الذي شُرع شد الرحال إليه مع المسجد الحرام والمسجد النبوي . فعن أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا شتد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ، مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى) متفق عليه . والصلاة فيه بخمسمائة صلاة فعن أبي الدرداء رضى الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة ، والصلاة في مسجدي بألف صلاة ، والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة ) حديث حسن رواه الطبراني في الكبي .
وهي بيت المقدس الذي ظل المسلمون يصلون إليه ستة عشر أو سبعة عشر شهراً بعد الهجرة ، عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : ( صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قِبَلَ بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهراً ) وراه البخاري .
وهي موطن الطائفة القائمة على الحق ، فقد روى الإمام أحمد عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تزال طائفة من أمتي على الديث ظاهرين لعدوهم قاهرين ، لا يضرهم من خالفهم ، إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك قالوا يا رسول الله : وأين هم ، قال : بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ) .
وهي أرض مقدسة طاهرة مباركة بنص القرآن الكريم لقوله تعالى : ( يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم .. ) 21 المائدة . ولقوله تعالى : ( ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين ) . الأنبياء 71 .
وهي موطن الأنبياء عليهم السلام ومهبط الوحي عليهم ، ومنهم إبراهيم ولوط واسحق ويعقوب وموسى وداود وسليمان عليهم السلام ، وفيها أمَّ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم اخوانه الأنبياء في الصلاة ليلة الإسراء